نحن مع تصريحات سيادة المحامى المبجل وعضو لجنة تعديل الدستور وقطب الإخوان وضعنا أيدينا فى الشق! فما أن نفيق من تصريح حتى يفاجئنا الأخ بتصريح أنقح وأشد إثارة، فأنا ومثلى كثيرون من المسلمين الليبراليين ومعهم اليساريون وفوق البيعة العلمانيون قد أخرجنا السيد المحترم من دائرة الإسلام وطردنا من جنته حين صرح بأن هذه النوعية لا يعترف بها الإسلام، فهو لا يعترف إلا بالإخوان، وبذلك أصبحنا مطالبين بتغيير شهادات ميلادنا وبطاقاتنا وأرقامنا القومية، ومطالبين أيضاً بأن نذهب إلى الوكيل الإخوانى الحصرى لقطع غيار العقيدة لكى نجرى عَمْرة شاملة لتغيير وشوش سلندراتنا الدينية، ثم نأخذ ختم الاعتراف بنا كمسلمين من سيادته، وصك الإيمان الموقع من فخامته حتى نضمن نصيبنا من الجنة، ومهما اعترفنا بأننا مسلمون موحدون نعرف الله ونتعامل مع الناس بما يرضيه وبضمائر ربما أكثر نقاء من كثيرين ممن يتاجرون بالطقوس والشكليات الدينية تملقاً وتزييفاً لوعى البسطاء، مهما اعترفنا بذلك فنحن مسلمون فرز تالت من وجهة نظر مكتب الإرشاد.

التصريح الأنقح الذى أتحفنا به ومن على لسانه وبألفاظه ومن على منصة أحد مؤتمراته، هو أن «الأخ الإخوانجى لابد أن يتزوج من أخت، ومايجيش هذا الأخ الفلوطة يقول دى بنت متدينة وبنت ناس، خليك راجل، هى قافله معاك، قل لى مابانامش وتعبان هقولك روح، أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير.... إلخ»، وهكذا بعد أن أخرجنا الأستاذ القطب الإخوانى من حظيرة الدين والإسلام لأننا لسنا «إخوان»، دار على الشباب الغلبان من طائفة الفلاليط الذين يمارسون البتاع ده العيب الحرام اللى اسمه الحب، وأخرجهم من دائرة الرجولة، لسبب بسيط هو أن بوصلة قلبهم الكافر لم تتحرك لأخت إخوانجية حتى ولو كانت متدينة وبنت ناس!! فهى إن لم تكن إخوانجية فهى بنت لامؤاخذة من وجهة نظره. قلب الرجل الحقيقى الذى يستحق لقب «دكر» هو الذى يخفق للبنت الإخوانجية حتى ولو كانت تحمل جمال إسماعيل يس ورشاقة مصارعى السومو! ومن يختار قلبه الفاسق المجرم بنتاً غير إخوانجية فهو قلب يستحق التمزيق والتقطيع ووضعه كمقبلات ومشهيات مكانها الوحيد على مائدة أبوشقرة!

كنت أتخيل سياسة الإقصاء الإخوانى اتجاهاً فكرياً ودينياً فقط، ولكنى وجدتها سياسة عاطفية عامة، تتحكم فى خفقات القلوب ونبضات المشاعر وتقلبات الوجدان، وكنت أظن أنها تقيس الجهاد والتدين فقط بمدى الالتزام الإخوانى، ولكنى فوجئت بأنها تقيس درجة الرجولة أيضاً بترمومتر الانجذاب إلى تاء التأنيث الإخوانية!! وأنها ترفع شعار التستوستيرون حق لكل إخوانى فقط.. كنت مخطئاً عندما توهمت أن الخروج عن الإخوان ردة، فقد أيقنت بعد تصريحات أستاذنا الجليل أن الخروج عن الإخوان انعدام رجولة وشذوذ جنسى أيضاً.